كان هناك صديقين عاشا مع بعضهما البعض لسنوات وهما يتبادلان كل معاني الصداقة الحقيقية، وفي ذات يوم قرر
كل منهما أن يفترق عن الأخر مدة عشرين سنة، وبعدها يلتقيان اي بعد أن تنتهي عشرون سنة، على أن يحتفظ
كل منهما الملابس التي يلبسها الأخر وأن يحددون المكان الذي يلتقون به، وان يكون هذا وعد صادق بينهما لا
يخلفه أي منهما، وبالفعل ودع كل منهما الأخر... وإفترقا... وهم على الوعد والعهد الذي بينهما. ومرت
العشرون عاما وتهيا كل منهما للقاء الأخر، ولبسا الملابس التي إتفقوا عليها وذهب كل منهما إلى المكان الذي
حددوه، قبل عشرون سنة وعندما جاءت لحظة اللقاء التي إنتظروها بعد هذه المدة الطويلة والإشتياق الذي لا
يوصف لرؤية أحدهما الأخر عندها حين نظر الأول للأخر وعن مسافة ليست ببعيدة شاهد ان ملامح وجه صديقه
غريبة وأن شىء ما قد، ادهشه!. لكنه قال في نفسه ربما ان هذه السنوات الطويلة قد غيرت من ملامح وجه! و
كذلك حتى اللهفة ليست كما كان يتوقعها طيلة هذه السنوات، لكن ما كان يلبسه هي نفسها الملابس التي إتفقوا
عليها قبل عشرين سنة، إقتربا كل منهما للأخر عانقا بعضهما البعض وهو في أشد اللهفة لرؤية الصديق الذي
قضى معه سنوات طويلة و قد حانت لحظة اللقاء وبعدها أخذ الاول يسأل الثاني بأن طريقة كلامك ونبرة صوتك
مختلفة وملامحك متغيرة عن السابق وكأن شىء مختلف فيك لم أعهده من قبل حتى انه سأله ما سبب برودك حين
إلتقينا، وأرجوك أخبرني ما سبب كل هذا هل هناك شيء ؟؟؟. هل حدث لصداقتنا شىء جعلك تختلف عن ذي قبل
؟؟؟. فأجابة الأخر وبحزن شديد أسف يا عزيزي إن صديقك قد توفي وأنا صديقه وأوصاني أن ألتقي بك في هذا المكان وبهذه الملابس فلما سمع الخبر إنذهل من هول الصدمة.....!!!!
واخذ يجهش بالبكاء وكلاهما يعانق الأخر.... ونعم من قال الصداقة الحقيقية لاتؤمن للانسان هكذا بمجرد الصداقة
بل الصداقة جوهر من الجواهر.