أمــــــامَ حـــائِـــطِ الــمَــنْـفَـى
يـــا آهُ فِــيـكَ الـغَـيْبُ أنْـجَـبَني
شَـيْخًا, فِـطامـي ما رأى لَبَنِي
.
يـا آهُ فِـيكَ خَـرائِطي انْـفَصَمَتْ
وإلـــى دُنــاكَ الـتَّـيْهُ سَـرَّبَـني
.
لَـكَـأنَّما حِـيـنَ افْـتَرَشْتَ دَمِـي
(أُودِيبُ) مِنْ مَنْفاهُ "أوْدَبـَنِـي"
.
أضْـحَيْتُ فِـيكَ مُـسائِلًا عُـمُري
لَـمَّـا اسْـتَوى أنَّـى تَـشَرَّبَني؟!
.
قَـلَـقي لِـكَيْ ألْـقـاهُ يَـحْشُـدُني
والـمَـوْتُ كـيْـفَ أمُـوتُ دَرَّبَـني
.
والـلـيْـلُ عـــارٍ يَــرْتَـدي أرَقـــي
إنْ شَــرَّقَ الإصْــبــاحُ غَـرَّبَـنـي
.
فـاطْـرُقْ نِـهـاياتي هُـنـاكَ تَـجِـدْ
حُـلُمِي الـذي بِشَـذاهُ خَضَّبَني
.
يَـمْـضي كَـفِـيفًا حَـيْـثُ لا أحَـدٌ
إلايَ إنْ بــــاعَـــدْتُ قَــرَّبَــنــي
.
مُـسْـتَـقْرئًا بـمَـلامِـحي وَطَــنًـا
فــي جُـمْـلَةِ الـخَيْباتِ أعْـرَبَني
.
.
هــا قَـدْ تَـشَرَّخَ ثَـغْـرُ فَـلْسَفَتي
وهُـوِيَّـتـي اعْـتَـصَرَتْ لـتَـكْتُبَني
.
أنـا ذَلِـكَ الـمَنْفِـيُّ فـي وَجَـعي
لَــمْ أقْــتَـرفْ ذَنْــبًـا وأذْنَـبَـنـي
.
وأنــا نَـزيـفُ الـحَرْفِ فـي وَطَـنٍ
يَــجْــري بــأنَّـاتـي لِـيَـسْـكُبَني
.
وَطَـــنٍ إذا مـــا جــاع بَـعْـثَرَني
وإذا غَــــزَاهُ الــرُّعْــبُ ألَّــبَـنـي
.
مِنْ كُلِّ "عَــبْـدٍ" يَـشْتَكي عَبثًا
وَهُـوَ المُحَذِّرُ مِنْ بَني.. وبَني..
.
إنِّـــي بـــهِ لَــمْ أعْـتَـنِقْ فَـرَحًـا
مُــذْ كـانَ نَـحْوَ الـوَهْمِ صَـوَّبَني
.
مُــذْ كُـنْتُ فـي الأحْـزانِ نـافِلةً
لَـكِــنْ أبَــــى إلا.. وأوْجَـبَـنـي
.
فَـغَـدَوْتُ فَـرْضًـا لَـيْسَ يُـدْركُني
إلا إذا مـــــا الــدَّمْــعُ رَتَّــبَـنـي
.
هــا إنَّــنـــــي يــــا آهُ أذْرفُـــهُ
في قَـعْـرِ بَوْحي حَيْثُ رَسَّبَني
.
لَـكِـنْ لِـمـاذا حِـيـنَ تُـبْـصِرُنـي
أبْكي عَليْهِ تَقُولُ "أعْجَبَني" ؟!
زاهر حبيب