mc nabulsy عضو مميز
عدد المساهمات : 195 نقاط : 16742 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/11/2015 العمر : 26
| موضوع: العصور والحضارات المتعاقبة على فلسطين ومسيرة الانبياء على ارضها (1) الخميس يناير 21, 2016 1:12 pm | |
| ان الموقع الجغرافي لارض كنعان ( فلسطين) أضفى عليها التميز الذي لا يملكه أي بلد آخر في هذا العالم. فهي همزة الوصل بين القارات الثلاث وبين الحضارات القديمة المختلفة، وهذا جعل منها ملتقى لطرق التجارة والقوافل وتمر عبرها الجيوش المتحاربة، كالجيوش الفارسية واليونانية والرومانية والجيوش الاستعمارية في العصر الحديث والتي طمعت بها.
تسمية فلسطين:عرفت فلسطين منذ القدم بارض كنعان كما وردت في تقارير أحد القادة العسكريين لدى ملك (ماري), ووردت بوضوح على مسلة (أدريمي) ملك الالاخ )تل العطشانه) في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد.
وإن أصل كلمة فلسطين كما وردت في السجلات الآشورية في عهد الملك الاشوري (أرديزاري الثالث) حوالي 800 ق.م هو فلستيا، غذ يذكر على مسلته انه في السنة الخامسة من حكمه أخضعت قواته فلستو وأجبرت أهلها على دفع الضريبة.
كما تركزت صيغة التسمية بالستاين عند هيرودوتس على أسس آرامية ونجد عنده أحيانا أنه مكان يطلق على الجزء الجنوبي من سوريا او (سوريا الفلسطينية) بجوار فينيقيا وحتى حدود مصر، وكذلك أستعمل هذه التسمية المؤرخون من امثال اغاثار شيدس وسترابو و ريودوروس.
لقد أصبح اسم فلسطين في العهد الروماني ينطبق على جميع الآرض المقدسة، وغدا مصطلحا رسمبا منذ عهد هدريان, فانتشر استعمال هذا الاسم في الكنيسة المسيحية على نطاق واسع، وكان يشار غليه دائما في تقارير الحجاج المسيحيين، اما في العهد الاسلامي فقد كانت فلسطين جزءا من بلاد الشام.
سكن الانسان أرض فلسطين منذ العصور القديمة، فهناك ىثار تعود إلى العصر الحجرالقديم (500ألف– 14 الف ق.م) والعصر الحجري الوسيط (14 ألف ق.م – 8 آلاف ق.م) حيث يطلق على هذا العصر في فلسطين بالحضارة النطوفية نسبة إلى وادي النطوف غربي القدس، وأصل النطوفيين غير معروف حتى الآن.
وتعتبر الحضارة النطوفية الحضارة الآولى عن طريق تقدم الانسان وارتقائه، ففي هذه المرحلة انتقل الانسان من مرحلة الصيد وجمع الطعام إلى مرحلة الزراعة وتدجين الحيواناتن وكان القمح والشعير أول ما زرعه الانسان.
يقول "غولايف" في كتابه المدن القديمة: أن الزراعة وتدجين الحيوان والتبديلات المرتبطة بهما قد حولت ظروف تطور الحضارة البشرية وغيرت بيئة الانسان الطبيعية والبيولوجية، وغيرت كل كوكبنا غلى درجة معينة، وانطلاقا من هذا يكون الانسان النطوفي الفلسطيني قد قدم للبشرية خدمات جليلة هي الأساس الاول للحضارة الحديثة.
العصر الحجري الحديث (8000-4500 ق.م) : انتقلت حياة الانسان الفلسطيني غلى الاستقرار، وقد ظهر في أريحا أول الدلائل على حياة الاستقرارن وهي تعتبر حتى الآن أقدم مدن العالمن حيث أنشئت نحو 8000 ق.م.
العصر الحجري النحاسي (4500-3300 ق.م) : وقد كشف عن مواقع أثرية تعود إلى تلك الفترة في منطقة بئر السبع، وبين جبال الخليل والبحر الميت، والخضيرة على السهل الساحلي.
العصر البرونزي القديم (3300-2000 ق.م)وهنا بدأت تظهر المدن المحصنة الدفاعية والتي قامت على هضاب مرتفعة وانتشرت بأعداد كبيرة، وكانت غالبيتها في وسط وشمال فلسطين، ومن أهم المواقع بيسان ومجدو والعفولة ورأس الناقورة وتل الفارعة غرب نابلس. وفي الألف الثالث قبل الميلاد زاد عدد سكان فلسطين ونمت المدن واصبح لها قوة سياسية واقتصادية مما يمكن تسميته عصر دويلات المدن.
هاجر إلى فلسطين العموريون(الأموريون) والكنعانيون، وكذلك اليبوسيون والفينيقيون (وهما يعتبران من البطون الكنعانية)، وعلى ما يظهر فقد كانت هجرتهم الى فلسطين حوالي 2500 ق.م، حيث استقر الكنعانيون في سهول فلسطين، وتركز العموريون في الجبال، أما اليبوسيون فكانت القدس وما حولها مستقرهم وهم من أنشأوا مدينة القدس واسموها يبوس ثم أورسالم. اما الفينيقيون فاستقروا في الساحل الشمالي لفلسطين ولبنان.
ويرى المؤرخون أن العموريين والكنعانيين واليبوسيين والفينيقيين قد خرجوا من جزيرة العربن وان السمرة الغالبة على بشرة أهل فلسطين الحاليين وخاصة القرويين هم نسل تلك القبائل والشعوب القديمة او من العرب المسلمين الذين استقروا في البلاد إثر الفتح الاسلامي لها.
وكانت لغة الكنعانيون أقرب ما تكون غلى اللغة السامية الام، أي اللغة العربية البائدة، ولم يكن الحكم على أرض كنعان موحدا، فقد كانت تتكون من دويلات تتقاتل فيما بينها، الا عند مواجهة الخطر الخارجي وخصوصا من الحيثيين أو المصريين.
توصل الكنعانيون إلى بناء الصهاريج فوق السطوح، وحفر الأنفاق الطويلة تحت الآرض لإيصال المياه داخل القلاع، ومن أهم هذه الانفاق نفق يبوس (القدس). حيث حفر اليبوسيون(وهم فرع كما ذكر من القبائل الكنعانيين) نفقا وجاؤوا بالمياه الى حصن يبوس من نبع جيحون.
وقد عرف الكنعانيون في حروبهم الحصان والمركبة الحربية وكذلك اسلحة الحديد، كما استعملوا القوس والنشاب والخنجر القصير والسكين المعقوف. وقد برعوا في صناعة الادوات الحربية وهم أول من أدخل فن التعدين، مما ساعدهم في صناعة الاسلحة الفتاكة من البونز والحديد وحتى الفولاذ.
إن المؤرخ الكبير بروستد وصف المدن الكنعانية المزهرة يوم دخلها العبرانيون بقوله:" إنها مدن فيها البيوت المترفة، وفيها الصناعة والتجارة والكتابة والمعابد، وفيها الحضارة التيسرعان ما اقتبسها العبرانيون الرعاة البدائيون، فتركوا خيامهم وقلدوهم في بناء البيوت كما خلعوا الجلود التي ارتدوها في الصحراء وارتدوا الثياب الصوفية الزاهية الألوان، وبعد فترة لم يعد في الامكان ان بفرق المرء بين الكنعانيين والعبرانيين بالمظهر الخارجي، فقد اقتبسوا الحضارة الكنعانية كما يقتبس المهاجرون الجدد إلى امريكا في يومنا هذا طرق المعيشة الامريكية".
وقد ظلت اللغة الكنعانية هي اللغة السائدة منذ فجر التاريخ المكتوب، أي منذ 5 آلاف عام، ولم تعرف فلسطين حتى الانتداب البريطاني سنة 1917 سوى ثلاث لغات، الكنعانية أولا،والآرامية ثانيا وهي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح عليه السلام والعربية ثالثا.
العصر البرونزي الوسيط (2000-1550 ق.م): حيث شهد النصف الآول من الألف الثاني قبل الميلاد حكم الهكسوس الذي سيطر على فلسطين خلال القرن (16-18 ق.م). ازدادت حركة العمران التي تدل على نمو السكان وارتفاع مستوى المعيشة وتقدم في ننظام الراعة. وعثر على أدوات للزينة مصنعة محليا او مستوردة مثل الخرز والعظام والاحجار الكريمة والذهب في أريحا (تل عين السلطان)، وعرار في منطقة النقب، والتل (عي) شرق قرية بتين في رام الله والعفولة ويازور على الطريق بين يافا والقدس، وتل الشيخ العريني على الساحل وتل الفارعة الشمالي، وباب الزراع شرق البحر الميت.
العصر البرونزي المتأخر(1500-1200 ق.م) : بدأ هذا العصر بانزواء حكم الهكسوس ودخول فلسطين تحت سيطرة الحكم المصري، ونظرا لأهمية فلسطين للحكومة المصرية فقد كانت غزة في عهد الأسرة الثامنة عشرة والتاسعة عشرة المقر الرئيسي للجيش المصري المحتل لفلسطين. وكانت غزة آنذاك محاطة باسوار حصينة وعالية وكانت أسوارها هذه مبنية بالاجر على الطريقة المألوفة في مصرنا.
العصر الحديدي (1200-320 ق.م): في بدايته استقبلت فلسطين مجموعات مهاجرة من مناطق مختلفة، أبرزها هجرات شعوب البحر التي يظهر أنها جاءت من جزر بحر إيجه (كريت)، وقد هاجمت هذه الشعوب في البداية سواحل مصر، ولكن رعمسيس الثالث فرعون مصر صدها عن بلاده في مركة بلوزيون وأذن لها ان تستقر في الجزء الجنوبي من فلسطين، وورد في النقوش الأثرية اسمها (ب ل س ت) ومنها جاءت فلسطيون ثم زيدت النون إلى اسمهم. واقام الفلسطيون خمس ممالك هي مدن غزة واشدود وجت وعقرون وعسقلان، وهي مدن من المرجح انها كنعانية قديمة، غير انهم وسعوها ونظموا فيهم، ثم أنشاوا مدينتين جديدتين هما اللد وصقلعن واستولوا على بقية الساحل حتى جبل الكرمل كما استولوا على مرج ابن عامر، وسرعان ما اندمج الفلسطيون بالكنعانيين واستعملوا لغتهم وعبدوا آلهتهم (داجون وبعل وعشتار).
ولد ابراهيم عليه السلام في أور في العراق وعاش فيها فترة من الزمن، ثم هاجر إلى حران وحسب تقدير المؤرخين فإن قدومه إلى أرض كنعان كان حوالي 1900 ق.م. ونزل ابراهيم عليه السلام في شكيم قرب نابلس ومنها انتقل إلى جهات رام الله والقدس ومر بالخليل ثم بئر السبع ثم ارتحل إلى مصر، وكان ذلك في عهد الاسرة الحادي عشر او الثاني عشرن وعاد من مصر ومعه هاجر، فمر بجوار غزة ثم بئر السبع والخليل، وبعدها صعد إلى القدس. في حين انتقل لوط عليه السلام ابن اخيه لابراهيم عليه السلام الى جنوب البحر الميت، بينما مكث ابراهيم عليه السلام في جبال القدس والخليل.
تنقل خليل الرحمن بين فلسطين والحجاز، غير ان مركز استقراره كان في فلسطين، حيث توفي ودفن في مغارة المكفيلة في الخليل، حبث يقام الآن المسجد الابراهيمي، ورزق خليل الرحمن باسماعيل عليه السلام ثم اسحق عليه السلام بعد ثلاثة عشر عاما.
عاش اسحق عليه السلام في ارض فلسطين ورزق بيعقوب عليه السلام. ويعتبر اليهود يعقوب عليه السلام أباهم ويطلقون عليه اسرائيل. ولد يعقوب عليه السلام في القرن 18 ق.م، أي حوالي 1750 ق.م في فلسطين. غير أنه هاجر على ما يبدو إلى حران، وهناك تزوج ورزق بيوسف عليه السلام واخوانه الأحد عشرة، باستثناء بنيامين الذي ولد في أرض فلسطين، ورجع يعقوب عليه السلام وأبناءه إلى فلسطين وسكن في سعير قرب الخليل.
إن قصة يوسف عليه السلام معروفة، فقد شب في مصر ثم استقدم أباه وإخوانه إلى مصر، ولكنه توفي ودفن في فلسطين، بجانب أباه وجده. والفترة التي عاش فيها يعقوب عليه السلام وأبناءه في مصر توافق حكم الهكسوس لمصر، وهم أصلا من غير المصريين، ويمثل حكمهم الأسرتين الخامسة عشر والسادسة عشر من الأسر التي حكمت في مصر، واللتين امتد حكمهما لمصر من 1774-1567 ق.م.
جاء موسى عليه السلام بتكليف ارسال أتباعه من مصر إلى فلسطين حوالي 1250 ق.م. ويختلف الرواة في عدد من خرج مع موسى عليه السلام ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف، وهي فترة توافق حكم رمسيس الثاني في مصر.
ويقودهم موسى عليه السلام باتجاه فلسطين، وكان قد أرسل العديد من الرسل لاستطلاع الوضع في فلسطين. وعاد الرسل وأخبروه أن أرض كنعان خيرة وهي تجود لبنا وعسلا، غير ان سكانها اشداء ولا قدرة للإسرائيليين على محاربتهم. ويتبجح الإسرائيليين في عصيانهم لموسى عليه السلام حتى لجا إلى ربه. ويستجيب الله لنبيه، فيحكم عليهم بالتيه في الصحراء 40 سنة.
وبعدها عزم الإسرائيليون دخول أرض كنعان، وقاومهم سكان الجنوب بعنف، فاضطروا إلى التوغل شرقا وعبور شرق الأردن أولا، وذلك للاستعانة بالملك آدوم ملك شرق الأردن، للسماح لليهود بالمرور عبر أرضه. وتوفي كليم الله موسى عليه السلام قبل أن يدخل أرض كنعان .
[ بعد موسى عليه السلام قاد بني اسرائيل النبي يوشع بن نون(يسميه اليهود يشوع)، وهو الذي عبر نهر الأردن واحتل مدينة أريحا، وكان ذلك حوالي 1190 ق.م، ثم غزا عاي بجوار رام الله وحاول فتح القدس لكنه لم يستطع. بعد وفاة يوشع وقع اليهود تحت حكم شيوخ قبائلهم، وسمي بحكم القضاة ووقعت عدة حروب بين الجماعت الإسرائيلية المتنازعة على الزعامة وعلى حيازة الأرض. وقد استوطنوا في الأراضي المحيطة بالقدس والسهول الشمالية في فلسطين، وعاش الأقوام الثلاثة (الكنعانيين والفلسطينيين والإسرائيليين) في حروب، وكان آخر القضاة هو صموئيل، واتفق الإسرائيليون بمشورته على تعيين طالوت ( ملك عليهم لتوحيد قبائلهم، إلا أنه قتل في احدى حروبه مع الفلسطينيين.
تولى داود عليه السلام بعد طالوت، وكان قد ولد في بيت لحم. يعتبر هو مؤسس مملكة بني اسرائيل، واستمر حكمه أربعين عاما تقريبا (1400-963 ق.م)، فقد قضى اليهود الفترة التي سبقت حكمه دون أن يملكوا سوى سلطان ضئيل في أجزاء محدودة من فلسطين، ودون أن يكونوا سادتها.
لا يوجد دليل على أن حبرون (الخليل) كانت بداية حكم داود عليه السلام. فالدلائل التاريخية تدل على انها كانت مدينة شبه مهجورة، وهذا يناقض ما جاء في التوراة، فهي لا تصلح لأن تكون عاصمة. أما بالنسبة لأورشاليم، يقول ديفيد اوسيشكن من جامعة تل ابيب " ان العمل الميداني لم يوفق في العثور على حياة سكنية خلال القرن العاشر، لا في هذه المنطقة ولا في غيرها من اورشاليم التوراتية" (فراس السواح، تاريخ اورشاليم ص 174) | |
|
Mohamed dz عضو برونزي
عدد المساهمات : 571 نقاط : 17223 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/11/2015 العمر : 20
| موضوع: رد: العصور والحضارات المتعاقبة على فلسطين ومسيرة الانبياء على ارضها (1) الخميس يناير 21, 2016 5:43 pm | |
| شكرا لك على الموضوع الرائع موضوع منسق و منظم لك جزيل الشكر على المجهود المبذول و لا تحرمنا من جديدك تحياتي | |
|