بطليموس من احد علماء الفلك

بطليموس

100 – 165 م

كان واحداً من أكبر علماء الفلك، والجغرافيا في العصور القديمة، وكان يعرف أيضاً باسم كلوديس بطلوميس. ونكاد لا نعرف كثيرًا عن أحداث حياة بطليموس، بيد أن الدارسين أيقنوا أنه قد توصل إلى ملاحظاته الفلكية في الإسكندرية بمصر نحو 150 ق.م. وقد جمعت ملاحظات ونظريات بطليموس في كتاب من 13 جزءاً بعنوان التراكيب الرياضية. وقد حاز هذا العمل كثيراً من التقدير، حتى أنه بات يعرف باسم المجسطي، وهو اصطلاح مزيج من اليونانية والعربية بمعنى المجيد.

وفي كتابه التراكيب استبعد بطليموس فكرة أن الأرض تتحرك. وذكر أن الأرض كروية وأن الجاذبية موجهة إلى مركز الأرض. ووضع بطليموس الأرض الثابتة في وسط الكون، وقال إن القمر، والشمس، والكواكب، سائرة حولها بمعدلات سرعة متباينة. واعتقد بطليموس أن النجوم نقاط مضيئة في كرة سيارة. وعلى هذه الخلفية النجومية، تابع بطليموس تحركات الكواكب. وخرج بنظرية لكل واحد منها. وأوضح أن الكواكب هي أقرب بكثير إلى الأرض من النجوم ـ لكنها أبعد من القمر. وطور بطليموس نظامه الفلكي إلى حد كبير من أفكار الفلكي اليوناني هيبارخوس.

اعتبر نظام بطليموس الفلكي مرجعاً في كل أوروبا حتى عام 1543م، وفي تلك السنة، وضع الفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكوس نظريته القائلة بأن الأرض كوكب سيار. وأوضح كوبرنيكوس أن كثيراً من أفكار بطليموس لم تكن صحيحة.

أفرد بطليموس جزءين من كتاب التراكيب لقائمة بالنجوم، واشتملت تلك القائمة على 1,022 نجماً مجتمعة في 48 برجاً. وصف نظاماً رياضياً للنجوم، وأعطى خطوط الطول والعرض لكل واحد منها واكتشف أيضا عدم انتظام القمر في مداره. ويعرف هذا الاختلاف بالتفاوت.

لقد نظر بطليموس في جوانب فنية معينة من الفلك في كتاباته الأخرى. أما محاولاته الجادة في التنجيم، فقد ساعدت على انتشار تلك الخرافة. وناقش بطليموس في البصريات انكسار الضوء، حينما يمر عبر وسيط إلى وسيط آخر بكثافة مختلفة. لقد احتوى هذا الكتاب إضافة إلى ذلك على لوحة بالانكسارات.

ويفتتح كتاب بطليموس الجغرافيا بنظرية رائعة عن وضع الخرائط، ويحتوي الكتاب على قائمة بأماكن مع خطوطها الطويلة والعريضة، بالإضافة إلى 26 خريطة ملونة وخريطة للعالم. بالغ بطليموس في امتداد كتلة الأرض من أسبانيا إلى الصين، وقلل من حجم المحيط. وقد شجع هذا الخطأ كريستوفر كولمبوس على القيام برحلته الشهيرة عام 1492م.